مفاهيم تاريخية

مفهوم الفتح الإسلامي :

     لقد بعث الله النبي محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين ... وقد شرّف الله العرب أن اختار محمداً منهم، فقد جاء الإسلام للعالمين كافة ليخرجهم من الظلمات إلى النور ؛ ومن ثم خرج المسلمون يعلنون كلمة الله عز وجل وينشرون دينه، ويقدمون في سبيل الله دماءهم وأرواحهم، لا يريدون عُلواً في الأرض ولا فساداً، وبهذا فإن المسلمين الأوائل لم ينقلوا الإسلام إلى الأمم ، بل نقلوا الأمم إلى الإسلام. 
     
     فخرجت جيوش المسلمين من شبه جزيرة العرب شرقاً إلى العراق وفارس وبلاد ماوراء النهر ، وشمالاً إلى الشام وآسيا الصغرى(تركيا) ، وغرباً مصر والشمال الأفريقي لنشر الإسلام عن طريق الدعاة والتجار ؛ فكانوا رجالاً يفتحون الأرض ، ويحملون كتاب الله الكريم ليفتحوا العقول والقلوب ، وسُميت هذه الحركة بالفتوح الإسلامية ، التي حققت نجاحاً مذهلاً في سنوات قلائل لم يشهد التاريخ حركة مثلها حققت كل هذا النجاح ، ولعل الحوار الذي دار بين الصحابي الجليل " ربعي بن عامر " عندما ذهب للقاء " رستم " قائد الفرس يُجسد تلك المعاني التي ذكرناها منذ قليل ؛ فقد سأل " رستم " الصحابي " ربعي " قائلاً :

ما أتى بكم إلى أرضنا ؟ فأجاب الصحابي :
الله ابتعثنا والله جاء بنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام؛ فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه؛ فمن قبل منّا ذلك قبلنا ذلك منه ورجعنا عنه وتركناه وأرضه يليها دوننا، ومن أبى قاتلناه أبداً حتى نقضي إلى موعود الله. قال له رستم : وما موعود الله ؟ قال : الجنة لمن مات على قتال من أبى، والظفر لمن بقى". 

     وهذا يعني أن القتال لم يكن يُشكل الأولوية في الإسلام بل هو آخر ما كان يلجأ إليه المسلمون؛ بينما الأولوية كانت لنشر العقيدة الإسلامية التي تمنع إكراه الناس على اعتناقها ، فسيف الإسلام لم يُشهر في وجه المستضعفين وإنما في وجه القياصرة والأكاسرة الذين يملكون الجيوش، ويتسلطون على العباد.
     
     وبهذه المعاني هناك اختلاف جوهري بين أهداف الفتوح الإسلامية وأهداف الإحتلال؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم والفاتحون من بعده لم يهدفوا إلى بناء امبراطوريات لإخضاع الشعوب الأخرى وتحقيق السيادة عليها بنهب خيراتها ، واستغلال ثرواتها ... الخ ، ولم يحملوا مشروع عداء تجاه الآخر ؛ ولكنهم انطلقوا يحملون العقيدة الإسلامية السمحة التي تدعو إلى حرية الإنسان ، واحترام الآخر ، والتعايش السلمي ، ونشر الحق والعدل والرحمة والمساواة والأمن بين الناس أجمعين ، لأن الناس في الإسلام أمة واحدة.   

مفهوم الجزية :



















مراجع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.